الإمارات تستنكر الجريمة وتدعو العراقيين إلى الوحدة

فتنة «الأربعاء» تفجر مئذنتي الإمامين في سامراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضربت الفتنة المذهبية سامراء مجدداً وفجرت في يوم صادف الاربعاء مرة ثانية مئذنتي الإمامين الحسن العسكري وعلي الهادي بعد أقل من 16 شهرا على تدمير قبة المرقد الذهبية في فبراير 2006 والتي تسببت في موجة عنف مذهبية واسعة قتل فيها آلاف العراقيين، ويخشى تكرارها بعدما قام مسلحون بإحراق مسجد سني ونسف ثلاثة أخرى في بغداد.

وفيما دعا المرجع الشيعي علي السيستاني الى ضبط النفس ، اتهم الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ايادي الاحتلال « بتفجير المرقد»، كما لقي تدمير المئذنتين استنكارا سنيا سريعا ووصفت الامارات الحادث بالجريمة مطالبة العراقيين بالوحدة. ففي التاسعة من صباح أمس بتوقيت العراق فجر مسلحون مئذنتي مرقد الإمامين في سامراء شمال بغداد.

وكشف مصدر عسكري أميركي لشبكة » سي ان ان » الاخبارية الاميركية أن السلطات العراقية تملك أدلة تفيد أن تفجير سامراء عمل داخلي، اعتقل على إثره 15 من عناصر الأمن العراقي.وفي وقت لاحق أكد مصدر أمني عراقي لمراسل وكالة أنباء الإمارات «وام» في بغداد أن نتائج التحقيقات الأولية التي أجراها خبراء المتفجرات بشأن حادث تفجير مرقد الإمامين في سامراء أثبتت ضلوع منتسبي وزارة الداخلية العراقية في عملية التفجير.

وقال المصدر إنه تم إلقاء القبض على عناصر حماية المرقد الموجودين في سامراء، وإن المعلومات الأولية أثبتت أن سقوط مئذنتي المرقد تم بعملية تفجير وليس بقذائف الهاون كما أعلن من قبل.وزار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقائد القوات الأميركية في العراق مدينة سامراء الليلة الماضية.

وتحسبا لاندلاع اعمال عنف مذهبية تعيد الى الاذهان ماحدث في اعقاب تفجير قبة مرقد الامامين في 22 فبراير 2006، قرر رئيس الوزراء نوري المالكي فرض حظر على التجول في بغداد اعتبارا من الثالثة بعد ظهر امس و«حتى اشعار آخر».

وحمل المالكي تنظيم القاعدة وأنصار الرئيس السابق صدام حسين المسؤولية عن الهجوم ، وقال انه يعتقد أن مساجد أخرى سيجري استهدافها وانه طلب من قوات الامن العراقية تكثيف التدابير الامنية حولها. واعلن المالكي تشكيل لجان للتحقيق مع قوة الحماية المسؤولة عن ضمان امن مرقد الامامين العسكريين.

وناشد «الجميع تفويت الفرصة والوقوف صفا واحدا بوجه كل مثيري الفتن» من جهته ندد الرئيس العراقي جلال طالباني بالتفجير «الاجرامي» داعيا الى «الهدوء وضبط النفس واحباط النوايا الآثمة للمجرمين».واتهم «قوى الارهاب والفتنة والشر» باستهداف المرقد.

وبدوره قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي اكبر احزاب العرب السنة ان «الفئة الضالة المجرمة تعاود الكرة مرة اخرى في محاولة يائسة لضرب لحمة الشعب واعادة الاحداث السوداء التي شهدها العراق إبان حادث التفجير الاجرامي الاول»في 2006. ووصف الهجوم ب« الارهابي الجبان» ودعاالى «التزام الهدوء ووحدة الصف وضبط النفس».

كما ندد رئيس ديوان الوقف السني عبد الغفور السامرائي بهذا العمل الذي وصفه ب(الإجرامي)، مؤكدا انه يستهدف شق صفوف العراقيين وإثارة فتنة طائفية بين المكونين الشيعي والسني.وادانت هيئة علماء المسلمين السنة التفجير وحملت بشكل مباشر القوات الأميركية المحتلة والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عن التفجيرات.

وفي اطار ردود الافعال ايضا اعلن مصدر في مكتب المرجع الشيعي البارز علي السيستاني ان المرجع «يدين بشدة الاعتداء الآثم ويدعو الى التهدئة وعد الانجرار الى فتنة».واتهم الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر (أيادي الاحتلال الخفية التي تريد بنا السوء) بتفجير المرقد معلنا الحداد ثلاثة أيام.

كما قررت الكتلة الصدرية تعليق عضويتها في مجلس النواب العراقي حتى تتخذ الحكومة الاجراءات الواقعية والحقيقية لاعادة اعمار جميع المساجد السنية والشيعية و«خصوصا مرقد الامامين العسكريين».ورغم دعوات ضبط النفس التي اطلقها الزعماء الشيعة قال شهود إن مسلحين مجهولين أحرقوا أمام أنظار الشرطة جامع الربيعي التابع للسنة في منطقة زيونه وسط بغداد.

وذكر مصدر أمني مسئول في شرطة الحلة امس أن مسلحين مجهولين فجروا ثلاثة مساجد بالاسكندرية جنوب بغداد.وأوضح المصدر ، الذي طلب عدم ذكر اسمه ، ان هذه المساجد هي جامع الاسكندرية الكبير وجامع حطين وجامع عبد الله .واستنكر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الاعتداء الذي تعرض له مرقد الإمامين في سامراء ووصفه بأنه جريمة ضد الإسلام والإنسانية .

وقال المصدر إن دولة الإمارات تستنكر بشدة أي اعتداء على دور العبادة وتعلن وقوفها إلى جانب الحكومة العراقية فيما تتخذه من إجراءات لوأد الفتنة وعدم إعطاء الفرصة أمام أعداء العراق للقيام بمزيد من الجرائم .

ودعا المصدر في ختام تصريحه الشعب العراقي بكل فئاته إلى الوحدة وضبط النفس وتفويت الفرصة على أعداء العراق الذين يحاولون النيل من وحدته وأمنه مستخدمين من أجل ذلك مختلف الوسائل الإجرامية المنافية للإسلام وتعاليمه الحنيفة التي تحترم جميع الأماكن الدينية ودور العبادة وذلك سعياً لإذكاء الطائفية وتمزيق العراق أرضاً وشعباً.

وفي واشنطن قال توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض «انه يحمل كل بصمات القاعدة بمعنى أنه يبدو بوضوح محاولة لتأجيج التوتر الطائفي».و اعتبر البريجادير جنرال ربروت هولمز القائد العام للقيادة الوسطى الأميركية الانفجار يهدف إلى إضعاف الحكومة العراقية .

وقال هولمز - في تصريح خاص لقناة «الجزيرة» الفضائية نحن نبدي تضامننا مع أبناء الشعب العراقي ، والذين ارتكبوا هذا العمل الجبان يحاولون إلحاق الهزيمة بأي عمل تقوم به الحكومة العراقية وقوات الأمن العراقية التي تحاول توفير الأمن لشعبها». وأضاف «هذا العمل يهدف أيضا إلى إشاعة الفوضى كي يستمر الشعب العراقي في المعاناة» .

وفي طهران أعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن أسفه البالغ لتفجير مرقد الامامين العسكريين. وأدان «بشده هذا الاجراء الوحشي».وفي القاهرة ادانت الجامعة العربية التفجير وارجع امين عام الجامعة عمرو موسى في بيان امس «هذه الاعمال الارهابية البشعة » الى وجود أيد خبيثة تزيد من اشعال الفتنة الطائفية في العراق».

Email