موقع وأجزاء ‪مرقد الإمام الحسين عليه السلام‬ (العتبة الحسينية)

تحظى العتبات المقدسة بأهمية كبيرة لدى المسلمين من طائفة الشيعة، وتعرف بأنها أماكن تضم مراقد أئمة أهل البيت -عليهم السلام- والبنايات التابعة لها، وهي موجودة في مناطق مختلفة تتضمن: العراق، وسوريا، وإيران، والحجاز، ومن أبرز الأمثلة عليها العتبة الحسينية الموجودة في العراق، وهي المكان الذي يوجد فيه ضريح الإمام الحسين بن علي والذي قتل في معركة كربلاء التي وقعت عام 61 للهجرة، ويقصده الكثيرون بهدف زيارته والتبرك به وأداء العديد من الطقوس الدينية. 

موقع العتبة الحسينية 

تقع العتبة الحسينية في مركز مدينة كربلاء، وقد نقلت مجموعة من المصادر التاريخية أن أول من اهتم بالقبر هم قبيلة بني أسد، وهم الذين ساهموا مع الإمام السجاد لدفن جسد الإمام الحسين، وأقاموا رسماً لقبره ونصبوا عليه علماً لكي لا يداس على أثره. 

خريطة العتبة الحسينية

أجزاء العتبة الحسينية

الضريح 

يحتضن هذا الضريح جسد الإمام الحسين عليه السلام، مع ابنيه علي الأكبر وعلي الأصغر، وهو محاط بصندوقين: الأول مصنوع من الخشب المطعم بالعاج، والثاني مصنوع من الزجاج، ويعلوه شباك مصنوع من الفضة وموشح بالذهب، وقد عده الكثيرون واحداً من آيات الفن المعماري وذلك لما يزينه من نقوش وزخارف وآيات قرآنية، وليس هذا فحسب؛ حيث تحيط بالشباك روضة واسعة لها أرض مرصوفة بالمرمر الايطالي، وجدران يبلغ ارتفاعها مترين غلف بعضها بالمرمر أيضاً، وغطي بعضها الآخر بالعديد من المرايا ذات الأشكال الهندسية الملفتة للنظر، وبحلول الثلاثينات من القرن العشرين تم استبدال الشباك القديم بآخر يبلغ وزنه 12 طناً ويشتمل على كل من: 5 أطنان من الخشب، وقرابة 5 أطنان من الفضة، و120 كيلو من الذهب، وزخرفت عليه أسماء الأئمة الاثني عشر، واسما علي الأكبر وعلي الأصغر، وبعض الآيات القرآنية. 

ضريح الشهداء 

يقع إلى الجهة الشرقية من الضريح الحسيني، ويعد مثوى أصحاب الحسين الذين قتلوا معه في معركة الطف؛ حيث دفنوا في مكان واحد وأصبح هذا الضريح علامة لقبورهم، وهو مصنوع من الفضة وله شباكان: الأول كتبت فوقه أسماؤهم وهو يطل على الحرم الداخلي، والثاني يطل على الرواق الجنوبي. 

الأروقة 

تحيط هذه الأروقة بالحرم الحسيني من جميع الجهات؛ حيث يبلغ عرض الرواق الواحد 5 م ويبلغ ارتفاعه 12 م، ولكل منها اسم خاص به كما يأتي: 

• الرواق الشمالي: يسمى أيضاً الرواق الأمامي أو رواق الملوك، وذلك لكونه يضم مقبرة للملوك القاجاريين. 
• الرواق الشرقي: يسمى أيضاً رواق الفقهاء؛ حيث توجد فيه مدافن لبعض الشخصيات العلمية الكبيرة. 
• الرواق الغربي: يسمى أيضاً رواق السيد إبراهيم المجاب وذلك لكونه يضم مدفن السيد إبراهيم بن السيد محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم، والذي يعرف باسم المجاب. 
• الرواق الجنوبي: يسمى أيضاً رواق حبيب بن مجاهد الأسدي، وذلك لوجود قبر أحد القادة الشجعان الذين صحبوا الإمام علي بن أبي طالب، وهو حبيب بن مظاهر بن رئاب بن الأشتر الأسدي، ويوجد عليه اليوم ضريح من الفضة. 

المذبح 

هو المكان الذي ذبح فيه الإمام الحسين ويقع إلى الجنوب الغربي من الرواق، ويتألف من غرفة لها باب فضي وأرضية من المرمر الأبيض، وفيها سرداب يعلوه أيضاً باب فضي، وشباك يطل على الصحن من الخارج. 

الصحن 

هو عبارة عن فناء واسع يحيط بالمرقد، ويسمى أيضاً الجامع وذلك لكونه المكان الذي يجتمع فيه الناس لأداء الصلوات الخمس، وأداء الزيارات المفروضة في مواسمها المعلومة، ولعل أبرز ما يميزه أنه يتخذ شكل المستطيل من الداخل، ولكنه في الواقع ذو شكل سداسي على شكل الضريح، وله 10 أبواب تؤدي جميعها إلى الشارع الدائري المحيط بالروضة والشوارع المتفرعة منه، وهذه الأبواب هي: 

• باب القبلة: هو المدخل الرئيسي للروضة الحسينية، وسمي بهذا الاسم لكونه يقع جهة القبلة. 
• باب قاضي الحاجات: يقع مقابل سوق التجار، وقد سمي بهذا الاسم نسبة للإمام المهدي. 
• باب الرجاء: يقع ما بين باب القبلة وباب قاضي الحاجات. 
• باب السلام: يقع في منتصف الجهة الشمالية، وقد سمي بهذا الاسم لكونه مقابلاً لزقاق السلام. 
• باب الشهداء: يقع في منتصف الجهة الشرقية، وقد سمي بهذا الاسم تيمناً بشهداء معركة الطف. 
• باب السدرة: يقع في أقصى الشمال الغربي من الصحن، وقد سمي بهذا الاسم تيمناً بشجرة السدرة التي كان يستدل بها على موقع قبر الإمام الحسين. 
• باب السلطانية: يقع غرب الصحن، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى مشيده أحد سلاطين آل عثمان. 
• باب الرأس: يقع في منتصف الجهة الغربية من الصحن، وسمي بهذا الاسم لكونه يقابل موضع رأس الحسين. 
• باب الزينبية: يقع إلى الجهة الجنوبية الغربية من الصحن، وسمي بهذا الاسم لوجود مقام تل الزينبية في الجهة المقابلة له. 
• باب الكرامة: يقع في أقصى الجهة الشمالية الشرقية من الصحن، وقد سمي بهذا الاسم كرامة للإمام الحسين. 

الطارمة 

يسمى أيضاً إيوان الذهب، ويطل على الصحن الشريف من الجهة الجنوبية، ويمتاز بسقفه الذي يرتفع من الوسط وينخفض من الطرفين، وهو ذو شكل مستطيل بطول 36 م وعرض 10 م ويرتكز على أعمدة مصنوعة من الرخام، وقد كسيت جدرانه بالذهب الخالص وغطيت جوانبه بنقوش الفسيفساء الرائعة، بينما كسيت بقية جدرانه بالقاشاني المزخرف. 

خزانة الروضة 

تقع في الواجهة الشمالية للروضة، وهي عبارة عن غرفة حصينة تضم مجموعة كبيرة من التحف والنفائس، والعديد من الهدايا المقدمة من السلاطين والملوك والأمراء والشخصيات المهمة من مختلف أنحاء البلاد الإسلامية. 

مكتبة العتبة الحسينية المقدسة 

تقع إلى الجهة اليمنى وتحديداً عند مدخل باب القبلة، وفيها العديد من المصاحف المخطوطة، والكتب المطبوعة والمخطوطة.

المواصلات إلى العتبة الحسينية 

بهدف التخفيف من عناء زائري العتبة الحسينية المقدسة، فقد تم تخصيص عدد كبير من الحافلات لنقلهم من وإلى مدينة كربلاء وخاصة خلال أوقات الزيارات المعلومة، حيث يدفع الراكب مبلغاً رمزياً مقابل رحلة ذهاب وإياب يتم تحديد موعد ومكان انطلاقها مسبقاً. 

أسئلة شائعة